مشاهد من مكة (1)

إذا كانت رحلة الحاج تبدأ بالميقات فخذ هذا المشهد المتكرر.
في الوقت الذي يهّم جميع ركاب الحافلات المتجهة لمسجد الشجرة , الذي أحرم منه سيدنا رسول الله قبل 1420 سنة
يتجه البعض لابتياع ثوبي الإحرام .
أحد الحجاج كان منهمكا و بكل ما أوتي بتقليب قماش الأحرام بحثا عما يظن انه موافق للمواصفات الشرعية لذ فهو يسأل كل من يمر به من طلاب العلم و زملاءه من الحجاج :
هل تراه ساترا ؟
ثم ما يلبث أن يقلّب النعل التي اختارها ويحرص أيضا أن يسأل عن ذلك الخيط الذي يتخللها هل يعتبر مخيطا؟!
و عندما تأتيه الإجابة بالجواز و انه من المعفي عنه يختلس الوقوف بين حافلتين ليتربع و يسلّ الخيط ثم يلبس النعل الذي ما يلبث بعد بضع خطوات أن يتفكك إلى ثلاث قطع و ليواصل الحاج مرة أخرى الجدال حافيا حول الحزام هل وجود الخيط المار فيه يجعل الحزام مخيطا ؟
و عندما يدخل الجميع الساحة الداخلية وسط تلبيات الملبّين ربما واجهوا حاجا آسيويا أرسل شعره حتى اختفت عيناه خلفه و استطال حتى استوعب ما وراء ظهره فقد نذر ألا يقص شعره إلا في مشعر منى .
و في الوسط علت صيحات لحاج آخر أعجمي وسط جمع من رفقته بعد أن أفاقوه من غشوة جراء ما داخله من مهابة الموقف و هول المناسبة فكيف للعبد الجاني أن يحضر و يتهيئ للقاء ربه جبار السماوات و الأرض !!!!.
في حين وقفت حاجة متحيرة هل تسدل الخمار على وجهها في محضر الأجنبي أم تكشفه لذا بقيت متسمّرة و قد شدت الخمار نصف مفتوح و نصف مغلق .
و هنا استوقفني حاج عربي قائلا :
حنعميل إيه في الميقات ؟